المفرغة العمومية «إيشيكار» ببجاية

 كارثة إيكولوجية خطيرة على الصحّة العمومية

بجاية: بن النوي توهامي

تشهد بلديتا بوجليل وتازمالت وضعية مزرية تستدعي التدخل العاجل، بسبب المفرغة العمومية «إيشيكار»، التي تنبعث منها الروائح الكريهة والدخان الكثيف السام، المتصاعد جراء قيام عمال النظافة بإحراق النفايات قصد الإنقاص من حجم القمامات المكدّسة هناك.
هي كارثة صحيّة وبيئية حقيقية ومأساة طويلة الأمد، قال ناجي ممثل عن السكان، لـ ‘الشعب» ، «هي أكوام وتلال من القاذورات متراكمة عبر هكترات، تغطي مساحات كبيرة من مجرى وادي ‘أسيف أعباس’، والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو لماذا تجاهل السلطات المحلية التي لم تحرك ساكنا إلى حد الآن لوضع حدّ لهذا الوضع الرهيب والذي يشكل انتهاكا جسيما للوسط البيئي والمحيط، بالرغم من تقديم المسؤولين وعودا لاستئصال هذه المعضلة.
تستقبل مفرغة «إيشيكار» يوميا أطنانا من النفايات الصلبة والسائلة المنزلية منها، وحتى الناتجة عن النشاط الصناعي لمختلف البلديات المجاورة، على غرار  تازمالت، بوجليل وأيت رزين، ويعبرها طريق يربط بين بلديتي بوجليل وتازمالت.
 مع العلم أنه قد تم مؤخرا تشييد جسر صغير بفضل تبرعات وتضامن مواطني المنطقة وبعض المتعاملين الاقتصاديين، قصد الربط بين ضفتي الوادي دون عقبات، ولكن هذه المنشأة المؤقتة شيّدت دون أن يتم الشروع في أية دراسات، والنتيجة الحتمية أن الفيضانات العنيفة الأخيرة التي شهدها وادي ‘أسيف أعباس’، قد حولته إلى كومة من الخرسانة، بفعل قوة جرف السيول المدمّرة، حتى أنّ مياه الوادي قد غمرت حقول الزيتون المجاورة.
في نفس السياق، قالت السيدة عرابي إحدى القاطنات بوجليل في تصريح لـ «الشعب»: «حاليا الجسر خارج الخدمة لأنه مهدّم من كلتا الجهتين، ما يعني أنه ليس باستطاعة سائقي المركبات والمشاة استعماله، ونحن أمام هذا الوضع، نستنكر الوضعية الراهنة لأنها فوضى حقيقية،...تمنينا كثيرا لو قامت السلطات الولائية المعنية بالتكفل بهذه المشكلة، عن طريق تشييد جسر وفقا للمعايير الهندسية مع إعداد دراسة تقنية مسبقة وتخصيص ميزانية كافية.»
أضافت قائلة: «نحن نلتمس من المسؤولين المعنيين القيام في أقرب الآجال، بتسجيل هذا المشروع ذوالأهمية الكبرى بالنسبة للمنطقة، فهناك أراض فلاحية وحقول زيتون ووحدات إنتاج من شأنها الاستفادة منه، وبالتالي إستفادة منطقتنا التي تعاني من الركود»...»وفضلا عن هذا، من المؤسف أن يكون مشروع إنجاز مركز الردم التقني بجوار غابة «مشيك» لا يزال متوقفا، ما انجر عنه تفاقم الوضع المأساوي للبيئة ببلدية «بوجليل»، أين تعرف المفارغ العشوائية تناميا مفجعا ينذر بتفشي الأمراض والأوبئة المستعصية».
لقد أضحى النظام البيئي بهذه المنطقة مهدّدا بسبب عدم اعطائه الاهتمام اللازم رغم أهميته للصحة العمومية، خاصة مع وجود مفرغة «إيشيكار» التي تتسبب في  مخالفات في قواعد النظافة والصحة العمومية، جاذبة بذلك الحيوانات الضالة على سبيل المثال الكلاب والقطط والخنازير وبنات «آوى»  وغيرها من الحيوانات التي تأتي باحثة عن الطعام.
 ووفقا لما بلغنا فقد شوهدت بالمفرغة عشرات من طيور اللقلق والبلشون الأبيض، وبعض الطيور الجارحة على سبيل الباشق والرخمة المصرية، التي جاءت بدورها تتغذى على النفايات، كما يجب عدم تجاهل الخطر الذي يشكله هذا الأمر على صحّتها، بفعل تغيير نظامها الغذائي الذي قد يُحدث اضطرابا في الخريطة الحيوانية بالمنطقة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024